جوازة ابريل بقلم نورهان محسن
ومايحرمنيش منك ابدا .. انتي نعمة ربنا عليا انتي الحنان و الدنيا كلها عندي يا توحتي
ويخليكي ليا يارب ..
سألتها مستفسرة ها امك ماكلمتكيش !
تغيرت تعابير وجهها بعد سؤال جدتها لكنها سرعان ما ردت بنبرة عادية لا يا ستي
علمت تحية أنها تشعر بالضيق لذلك حاولت كالعادة أن تريحها بالأعذار الواهية التى قد حفظتها الأخرى عن ظهر قلب يمكن مشغولة يا حبيبتي مع اخواتك .. وعشان انتي عارفة ليل اختك علي وش ولادة ربنا يكون في عونها .. ابقي كلميها انتي ..
أردفت ابريل سريعا تزامنا مع نهوضها ستي .. هقفل معاكي عشان ماتأخرش خدي بالك علي نفسك
وانتي كمان يا حبيبتي ربنا يحرسك ويحميكي من كل شړ يارب
بمجرد أن قالت تحية جملتها الأخيرة أرسلت لها ابريل في الهواء ثم نقرت على الشاشة لإغلاق المحادثة بينهما لتلتفت إلى المرآة ثم أمسكت بالفرشاة الصغيرة ببعض التوتر لتبدأ بوضع ثمة من مساحيق التجميل على بشرتها.
فى محافظة الفيوم
تحديدا داخل اسطبل الخيول
إنكمشت ملامحه بذهول مستفهما بصوت أجش يا خبر ابيض انتي لسه بټعيطي يا دكتورة لميس!
اشاحت لميس وجهها بعيدا عن ذلك الرجل الذي بدا أنه في الخمسين من عمره وازالت بمحرمة ورقية دموعها العالقة على وجنتيها المقتحنة بالډماء لتقول بصوت متحشرج لا انا تمام .. بس زي ما تقول كدا اول مرة ليها رهبة شوية
فرحت لميس كثيرا بمدحه على أدائها لتنفرج شفتاها بابتسامة أظهرت جمال غمازة ذقنها لتهتف بامتنان ميرسي جدا يا دكتور كله بتوجيهات حضرتك
ادارت لميس عينيها نحو الكوب الممتلئ فوق الطاولة القريبة منهم متسائلة بتعجب مش هتشرب شايك يا دكتور!
هز رأسه سلبا ليقول بلطف مرة تانية .. سلامو عليكو
سلام ورحمة الله وبركاته
قالت لميس بإحترم تزامنا مع خروجه من المكان ورفعت ذراعيها لضبط شعرها الذي ربطته من الخلف مثل ذيل الحصان ثم بعد لحظات قليلة وجدت رجلا عجوزا يقترب منها
أجاب متولى موضحا بينما يمشى ورائها بين مقصورات الأحصنة كنت لا مؤاخذة بطمن علي الفرس مرتاح في مكانه الجديد
صمتت لميس قليلا تمسد جبهتها بتفكير ثم قالت بتبرم طيب كنت عايزة اسألك عن حاجة .. بس نسيتها .. اللهم ذكرني
تبسم متولى وقال بتعاطف معلش ليكي حق تنسي من كتر التعب اللي تعبتيه جنب مهرة
حركت لميس رأسها بالإيجاب متمتمة بحبور اهم حاجة ان ولادتها عدت علي خير الحمدلله
رد متولى ماسحا حبات العرق التى تلمع على جبينه الحمدلله ربنا سلم انها ولدت قبل سفرك بيوم واحد
وافقته لميس مبتسمة بمرح وهي تنظر إلى الحصان الذي كان رأسه بارزا فوق السياج الخشبي المغلق عليه معاك حق مش متخيلة ان ولادتها كانت ممكن تفوتني لو سافرت من هنا وهي عملتها من هنا .. بعد 11 شهر قاعدة جنبها مستنية اللحظة دي
صدح صوت ضحكاته من حماسها بينما استدارت لميس متوقفة عن السير لتقول سريعا اخيرا افتكرت خليت ڠضبان يشوف الفرس المولود
تشدق صدغه قائلا بابتسامة جانبية و دا كلام يا دكتورة لميس!! شافه اومال ايه مش ابنه .. وماتتصوريش فرحته بيه قد ايه!!
ابتسمت لميس له ثم التفتت تستكمل طريقها محذرة إياه طيب المهم تخلي مهرة بعيد عنه
هتف متولى بثقة ماتقلقيش يا دكتورة هي دي اول مرة .. عمري كله قضيته معاهم وحافظ كل عوايدهم
وصلت لميس إلى مدخل الإسطبل قائلة بلطف ربنا يديك الصحة يا عم متولي .. هروح انا علي البيت محتاجة انام جدا بجد
رد متولى عليها ببشاشة مع السلامة يا بنتي
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
فى مدينة المنصورة درة التاج الذى يلمع فوق رؤس كل أبناء الدقهلية
تحديدا داخل حى من احيائها المتوسطة
فتح أحمد باب المنزل بمفتاحه ليدلف إلى الداخل ووضع حقائبه على الأرض ثم استدار وأغلق الباب خلفه ليدور مرة أخرى ففاجأ بقفز شخص عليه وضمھ بقوة بينما ترنح هو للوراء لكنه أحكم يديه حولها ونطق اسمها متعجبا نادية!!
صدق من قال أن العناق هو لملمة أرواح ضاق بها اتساعها وهذا هو شعورها الآن بعد غياب طويل لتهمس بلهفة احمد يا حبيبي .. وحشتيني اوي
لم تتلق أي رد منه إذ أصيب ذهنه بالصدمة حيث لم يكن يعلم هذا الشعور الذي كان يحوم بداخله منذ اللحظة التي رأى فيها ظهورها بهذا الشكل الجديد عليه.
انتبه أحمد لها وهي تحدق به بسعادة بعد أن خرجت من لتردف بعيون تشع بالحب حمدلله علي سلامتك يا حبيبي .. نورت بيتك
سألها أحمد متمعنا النظر بها تسلمي يا حبي .. ايه اللوك دا جديد ولا ايه!
أنهى أحمد كلماته وهو يلتقط خصلة من شعرها الأشقر المصبوغ لتجيبه نادية ببساطة من باب التغيير يا روحي .. مش حلو عليا!!
سألته نادية دافعة شعرها للخلف بنعومة فأجابها بإعجاب بالعكس شكلك زي القمر فيه
تابعت نادية بسؤال أخر لكن بنبرة منخفضة أكثر والفستان .. ايه رأيك فيه عجبك!
تأملها أحمد في ذلك الفستان الأزرق و ينسدل إلى كاحليها بنصف أكمام ليعاود النظر إليها هامسا بصوت رجولي أجش محليكي اوي هياكل منك حته يا عسل العسل
غمغمت بنعومة فطرية ربنا يخليك ليا يا حبيبي
حمحم أحمد بخفة ثم توجه إلى إحدى الأرائك ليجلس عليها باريحية ثم سألها ملتفتا برأسه يمينا ويسارا اومال فين زينب
أجابت نادية متتبعة إياه ثم أجابت على سؤاله وهى تجاوره على الأريكة اول ما صحيت من النوم نزلت بتلعب عند ستها
قطبت نادية جبينها بدهشة وتابعت مستفسرة هو انت ماعديتش عليها ولا ايه
قال أحمد نافيا هغير هدومي وابقي انزلها .. بس الاول عايز اشرب ريقي ناشف اوي
نهضت نادية على الفور لتقول سريعا خلاص خش غير .. وانا هجيبلك تشرب
بقلم نورهان محسن
عودة إلى مدينة القاهرة
فى سيارة هالة
تقود هالة سيارتها متوجهة إلى مكان عملها هائمة مع جارة القمر ذات الصوت الملائكي فيروز فهي فنانتها المفضلة في كل الأوقات.
تنهدت هالة بصوت عال وظل عقلها يدور في دوامات الأفكار التي تتداخل وتتشابك في رأسها وتزداد تعقيدا كلما تعمقت في تفكيرها حتى تذكرت ظهورها الطفيلي في حياتها بدأ الأمر منذ تلاوة الفاتحة حيث أخذ يتردد اسم تلك المرأة بين أفراد عائلته في المنزل بشكل عفوي شديد وحتى على شاشة هاتفه تم تداول مكالمات ورسائل بينهم أمام عينيها هذا ما جعلها تسأل عن هوايتها ومن تكون وقد تفاجأت جدا من بساطة رده عليها من وجهة نظره عندما قال بمديح رهيب
دي البيست فريند بتاعتي .. قريب هعرفك عليها .. هتحبيها اوي .. هي لذيذة جدا وطيبة جدا وجدعة جدا جدا
خرجت هالة من شرودها على صوت رنين هاتفها الذي تم تثبيته على حامل معدني في لوحة الإعدادات لتنظر إلى شاشته التي أضاءتها صورة فتاة ذات وجه جميل ثم حولت انتباهها مرة أخرى إلى الطريق وهي تضع سماعاتها اللاسلكية
في أذنيها لتنقر على الشاشة هاتفة ببحة خفيفة في صوتها ايه يا حبيبتي!!
ردت الأخرى بإستفهام حينما لاحظت تحشرج صوت الأخرى مال صوتك انتي لسه نايمة ولا ايه!
ضيقت هالة ما بين حاجبيها بدهشة ثم أجابت مستنكرة نوم ايه بس !! الساعة داخلة علي عشرة يا لميس .. انا رايحة علي المستشفي .. انتي اللي باين علي صوتك نيمانة خالص!
رفعت لميس يدها لتفرك عينيها بخفة وهى تخبرها بنبرة مرهقة اه والله يا هيوش فضلت طول الليل سهرانة جنب عزيزة لحد ما ولدت .. مغفلتش ولا لحظة
صدح صوت هالة بدهشة ايه دا بجد ولدت .. طب الحمدلله هي عاملة ايه وجابت ايه!
ابتسمت لميس بإتساع لتجيبها بحماس مفرط جابت فرسة انما ايه جميلة اوي اوي ماشاء الله .. هبقي ابعتلك صورتها
تساءلت هالة بنبرة هادئة طيب انتي اساسا جاية علي امتي
اخذت لميس بضعة ثوان تفكر ثم ردت عليها علي بعد بكرا ان شاء الله هكون عندكو
زفرت هالة بصوت عال ثم قالت بإحتياج ياريتك تيجي بكرا يا لميس .. بجد انا متوترة جدا ومحتجاكي معايا بكرا
سألت لميس بإهتمام اشمعنا يعني بكرا!
أخبرتها هالة بصوت مضطرب ياسر عزمني نخرج بكرا بليل
هتفت لميس بشقاوة يا بختك يا عم .. اومال عايزاني اجيلك بكرا ليه بقي
تابعت هالة حديثها موضحة لها اصل هتكون جميلة موجودة هي وخطيبها وهو عزم يارا كمان
تراجعت الإبتسامة عن شفتيها تماما محذرة إياها بعدم رضا تاني يا هالة مش كفاية اللي حصل في المقابلة الاولانية عايزة تخرجي مع البت دي عشان يتحر ق دمك من تصرفاتها السهتونة دي
إنكمشت ملامحها
الجميلة وكأن الحديث الدائر أصابها بالضيق بسبب مصداقيته المطلقة لترد هالة بصوت متكدر اعمل ايه يعني يا لميس ماينفعش ارفض لان في ناس تانية هتكون موجودة .. وهو مصمم تيجي عشان يعرفنا اكتر علي بعض!
جعدت لميس حاجبيها من نبرة صوتها مم جعلها تشعر بأنها مرغمة على أمرها فصاحت معارضة متذمرة ايه هو الكلام دا !! انتي هتتجوزيها هي ولا هتتجوزيه هو يا بنتي وبعدين ازاي بيتعامل ايزي كدا .. ولا هو مش حاسس ان الوضع غريب .. واحدة هيخطبها رايح يخليها تقابل صحبته .. والله ھموت واجي بسرعة عشان اشوف الكيادة دي .. عندي فضول رهيب اني اشوفها بجد
قالت لميس كلماتها دفعة واحدة مم تسبب في وجوم الآخرى قائلة بسخرية هانت يا اختي مستعجلة علي ايه
زفرت لميس أنفاسها بقوة لم يخف تذمرها مستكملة حديثها دي جبارة يا هالة اول مرة تشوفيها قعدت قدامك تقوله ماتحطش هوت سوس كتير في الاكل عشان قولونك مايوجعكش .. فاهمة دي معناها ايه يا خايبة! دي بتفهمك بخبا ثة كدا انها عارفة ادق تفاصيله وعارفة صحته بتتعب من ايه ويا حبيب امه قولونه بيتعب من ايه!
نهاية الفصل الرابع
رواية جوازة ابريل
نورهان محسن
الفصل الخامس زي ر النس اء رواية جوازة ابريل ج
واصلت لميس الحديث بنفس العبوس الشديد دي حاجة تفور الډم .. معرفش انتي جبتي صبر منين تكملي في القعدة دي اصلا!!
ردت هالة عليها بجدية انا بفكر بالمنطق يا لميس هو لو مش معجب بيا زي ما انا معجبه بيه كان ايه هيخليه يجي يتقدملي .. ثم ان البنت دي معاها من زمان لو كان عايز يرتبط بيها كان دا حصل من زمان وانا متأكدة اننا بعد الخطوبة هنقرب لبعض اكتر ومع الوقت مش هتكون ليها مكان في حياته
تكلمت لميس بنبرة أقل حدة انا بقولك كدا عشان انتي دايما بتنصحيني وتقوليلي ماتجيش علي حاسب نفسك وراحة بالك عشان اي حد وانا كمان مش عايزاكي تعملي كدا
أومأت هالة برأسها كما لو كانت تستطيع رؤيتها وقالت بصوت خاڤت البت دي من اول ماشوفتها .. كان ممكن اقوله اني مش مرتحالها ومش عايزاه تخرج معانا .. بس رده عليا هيبقي انتي مالحقتيش تعرفيها .. وانتي متسرعة باحكامك علي الناس .. وانتي مش واثقة في نفسك وهيفتكر اني غيرانة منها ودماغي صغيرة .. و دي انطباعات مش حابة ياخدها عني واحنا لسه في البداية
أخذت هالة نفسا طويلا لتردف قائلة و فرضا قالي تمام وماعترضش .. ماهو هيقابلها لوحده و ياخد الموضوع علي اني عايزة ابعده عن الناس المتعود عليهم وانا بجد اتعلقت بيه وبالتدريج هخليه يتعلق بيا واكون بالنسباله كل حاجة
رفعت عينيها إلى أعلى في استسلام فهى تحليلاتها منطقية دائما ثم تحدثت بنبرة مليئة بالمرح لدرجة دي الحب مول في الدره ايوه يا عم و بقينا نكلم في الحب
نطقت هالة حثتها نافذة الصبر المهم اخلصي وتعالي بقي
شقت ابتسامة رقيقة ثغرها متحدثة بهدوء حاضر والله انتو وحشتوني اوي اوي
رفعت حاجب واحد ثم سألت بصوت لئيم احنا برده اللي وحشينك يا بكاشة!!
ضحكت لميس بقوة ثم استفسرت بإستحياء هو عامل ايه
أجابت هالة ببساطة والله مابشوفه بقالي مدة .. بس هو جاي بعد يومين عشان الخطوبة
ماشي
سلميلي علي الكل لحد ما اوصل وانا هروح انام بقي
يوصل يا عمري .. يلا سلام
سلام يا حب
بعد عشر دقائق من القيادة
هدأت من سرعة سيارتها وأوقفتها فى المرآب بهدوء ثم ضبطت وضع المرآة الأمامية ونظرت إلى زينة وجهها وبعد التأكد من مظهرها المهندم ارتدت نظارتها الشمسية وحملت حقيبة يدها ثم فتحت الباب وترجلت منها.
بقلم نورهان محسن
في