الخميس 19 ديسمبر 2024

روايه شمس وبيجاد

انت في الصفحة 15 من 126 صفحات

موقع أيام نيوز


صباح النور يا حبيبي بحضر الفطار انت نسيت ان عيلة الدمنهوري هيقضوا اليوم من اوله عندنا
ثم اشارت للمائده
ايه رأيك في الاكل في حاجه لسه ناقصه والا كده كويس
مش عاوزين عيلة الدمنهوري يقولوا علينا حاجه 
كفايه اوي انهم هايكلوا من الاكل الي انتي اشرفتي عليه بنفسك 
ابتسمت عمته وهي تربت على كتفه بحنان 

مش اوي كده يا سي بيجاد عمومآ استعد عشان كلها نص ساعه وهيكونوا هنا علشان هيقضوا اليوم كله معانا 
ابتسم بيجاد وهو يتجاهل حديثها عنهم ويشير لاحد الخدم 
إعمللي كام ساندوتش وحطلي معاهم عصير وقهوه ووديهم على العربيه اه وحط معاهم كمان شوية حلويات 
عمته بتعجب 
عاوز الاكل ده كله ليه هو انت مش هتفطر معانا 
توجه بيجاد للخارج وهو ينظر الى ساعته بتعجل 
لا عندي شغل مهم هخلصه وابقى ارجع اتغدى معاكم 
نبيله بدهشه وهي تتابع خروجه المتعجل 
استنى بس يا بيجاد انت رايح على فين انت كده بتحرجني معاهم 
بيجاد بتعجل 
اعتذريلهم وانا كلها كام ساعه وهخلص الشغل الي ورايا وهكون هنا على الغدا يلا سلام
ثم تركها وذهب 
ووقفت هي تتأمل خروجه السريع و تفكر بتعجب في حاله الغريب عليها مرحه تعجله حتى طلبه لطعام الافطار غريب عليه فهو لا يتناول ابدا طعام للافطار مهما ألحت عليه فهو يكتفي في الصباح بتناول العديد من اكواب القهوه السوداء التي يدمن عليها 
تنهدت نبيله بقلق وهي تستعد لاستقبال عصمت مندور وابنتها وتفكر في حجه تبرر بها غياب بيجاد عن تناول الافطار معهم وتدعوا الله ان يمر هذا اليوم على خير
بعد قليل 
جلست شمس في القطار شبه الخالي بجانب النافذه تتأمل المشهد الرائع امامها بتعب ودون ان ترى شئ فتفكيرها مشغول من ناحيه بوالدها وقسوته الشديده عليها و من ناحيه ثانيه بعملها الجديد الذي ستبدء فيه من بداية الشهر والذي جلبته لها احدى صديقاتها كسكرتيره باحد المكاتب الصغيره للمحاماه ومن ناحيه اخرى قلقها وتأنيب ضميرها على فعلتها مع جاد وتسببها الاكيد في أذيته وفقدانه لعمله 
فلم تنتبه لجلوس بيجاد الى جانبها وتأمله الصامت لها 
ترجع رأسها للخلف وتغلق عينيها بتعب 
الا انها تفاجئت بصوت رجولي يأتي من جوارها يقول بهدوء
ياااه كل دي تنهيده 
ففتحت عينيها وإلتفتت اليه بسرعه وهي تشهق بصدممه
إنت!! إنت بتعمل ايه هنا 
وضع بيجاد ساق فوق الاخرى وهو يقول ببرود 
يعني هكون بعمل ايه قاطع تذكره وراكب في القطر اكيد يعني مسافر زي كل الموجودين هنا
شھقت شمس بصدممه وغطت فمها بيدها وهي تقول بنواح 
سايب شغلك ومسافر يبقى اكيد رفدوك وعشان كده سيبت البلد وراجع على بيتك 
ثم تابعت وقد إمتلئت عينيها بدموع الڼدم
والله ما كنت اقصد أتسبب في أذيتك انا بس خۏفت لما لاقيتك موقف عربيتك في الضلمه فإتصرفت من غير تفكير
تأمل بيجاد بدهشه شحوب وجهها وإرتعاش شفتيها ودموعها التي على وشك ان تسيل 
وهو يقول معاتبآ بهدوء 
تقومي تحدفي العربيه بالطوب وتكسري إزاز العربيه مفكرتيش ان ممكن حد يشوفك من اهلك او من اهل البلد وساعتها اكيد هايسئلوا انتي بتعملي كده ليه وممكن برضوا ساعتها يطلعوا عليكي كلام ملوش لازمه او حتى ممكن صاحب العربيه يشوفك ويعملك مشكله
نظرت شمس للأسفل بحرج وقالت بصوت ضعيف اثار عاطفته نحوها 
أنا أسفه يا استاذ جاد وحقيقي مفكرتش في كل ده وو الله لو في حاجه ينفع اعوضك بيها كنت عملتها 
ثم رفعت اليه عينيها التي أعمتها الدموع 
هما هما رفدوك وعشان كده راجع على القاهره صح 
لا يعلم كيف استطاع السيطره على مشاعره ومنع نفسه بالقوه من احتوائها بين زراعيه وتهدئة خۏفها فوجد نفسه ينفي سريعآ حتى يطمئنها 
لا يا ستي اتطمني مترفدتش ولا حاجه بس اخدتلي كلمتين صعبين شويه من صاحب العربيه وخلاص عدت على خير 
تنهدت شمس براحه ثم ابتسمت بسعاده 
مش تقول كدهيااه ريحتني دا انا مانمتش طول الليل وانا متخيلاهم رابطينك في شجره وبيعذبوا فيك 
إرتفع حاجبيه بدهشه ثم تحولت دهشته الى ضحكات عاليه مرتفعه غير قادر على السيطره عليها 
مما جعلها تدفعه في زراعه وهي تتلفت حولها پغضب
اسكت بس هتفضحنا ايه انت علطول بتضحك بصوت عالي كده 
ابتسم بيجاد وهو يتأملها بحنان 
هتصدقيني لو قلتلك اني قبل ما أشوفك عمري ما ضحكت من قلبي كده 
شمس بتبرم 
يا سلام مضحكتش خالص قبل ماتشوفني ليه يعني شايفني اراجوز قدامك والا ايه 
ابتسم بيجاد وهو يتأملها بمرح 
هو ده الي فهمتيه من كلامي
شمس پغضب طفولي 
مش انت الي بتقول عمرك ماضحكت الا لما شفتني 
ابتسم جاد وهو يقول بمرح 
يا ستي بلاش سوء الظن ده انا اقصد ان دمك خفيف يعني مش شايفك اراجوز ولا حاجه 
ابتسمت شمس وهي تقول بغرور طفولي 
اه ان كان كده معلش وعموما انت مش اول واحد يقولي
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 126 صفحات