رواية نذير شؤم بقلم ناهد خالد (كامله
الفراش ينظر لها بصمت الصدمه لم يدركها بعد مازال مصډوما من رحيل والدته المفاجئ لم تشتك من شئ ولم تكن مريضه ! ذهبت فجأه هكذا دون أى مقدمات ! ظل ينظر لها بعدم استيعاب حتى دلف والده بثقل وهو يستند على عصاه يرمى حمله عليها وقال بصوت مخټنق
المغسله زمانها على وصول ...وبعت إبراهيم يجيب الكفن سيبنى مع أمك شويه يا يوسف .
جلس أمامها على الفراش بعد خروج ولده وأدمعت عيناه وهو ينظر لها وبدأ بالحديث
متفقناش إنك هتسبينى بدرى كده يا رحاب كنت فاكر أنى هفارق قبلك بس أنت سبقتينى عشت معايا على الحلوه والمره واستحملت معايا كتير كنت ونعمه الزوجه وكنت بتعاملى إبراهيم ومحمد كأنهم ولادك وعمرك ما قبلتى إنى أظلم سريه رغم أنك كنت يادوب مفتش أسبوع على جوازنا وقولتيلى روحلها يا حاج وأقعد معاها كام يوم عشان متحسش أنك هتملها وترمى طوبتها عشان لاقيت بديل طول عمرك طيبه وحقنيه وأولادك طالعينلك هتوحشينى يا رحاب هتوحشينى ويعز عليا فراقك ربنا يجمعنى بيك قريب على خير .
دلف محمد لشقة سريه وهو يقول
حد ييجى عشان المغسله جايه وأمى هتبقى معاها جوه بس هيحتاجوا حد يناولهم المايه .
هتفت نواره حين وجدت زينب هى الأخرى مڼهاره بالبكاء مع سمر التى بين أحضانها
ينفع أجى أنا
أومئ بإرهاق
تعالى يانواره عشان يمنى مش هنا عند أهلها أنا بعتلها بس بيت أهلها بعيد .
وقفت سريعا وهى تقول
سبقها محمد للخارج فوجد يوسف جالسا على الدرج أمام باب الشقه لم يلاحظه فى بداية الأمر لبعد الدرج قليلا عن باب الشقه لكنه انتبه له الآن اتجه له حتى وقف جواره فوضع كفه على كتف الأخير وهو يقول
وحد الله يا يوسف .
غمغم بهدوء رغم ملامحه التى تصرخ حزنا
ونعم بالله .
خرجت من شقة سريه لتجد يوسف جالسا على الدرج و أخيه يقف بجواره كادت تتجه له لكن قطعها وصول المغسله فوقف يوسف سريعا متجها للشقه دون حديث ..
أنا عاوز أقعد معاها شويه
.
نظر منتصر للمغسله والمغسله التى دلفت يحملها صبيان من أهل المنطقه وأعاد النظر لولده فقال بتنهيده
متتأخرش .
دلف سريعا للداخل مغلقا الباب خلفه ...
لتشهد الدقائق التاليه انهياره كطفل صغير بين أحضان والدته للمره الأخيره ...
أومأت له سريعا موافقه وارتدت للخلف كى تفسح له الطريق فخرج متجها لعيادته وتبعته هى بصمت ...
وصلا للعياده ودلف لغرفة الكشف فتبعته وهى تسأله بهدوء
تحب اعملك قهوه
أومئ بصمت فنظرت له لثوانى بتفحص ثم هتفت
بس هو أنت كلت
زفر بإرهاق وقال
أعملى القهوه يانواره .
أومأت بموافقه وهى تدرك أنه لم يأكل فحين كانت جالسه ذات مره مع زينب وسمر قالت زينب حينها أنه لا يهبط للأكل معهم وحين تبعث له بالطعام يأكل منه القليل جدا وأحيانا لا يأكل أساسا ..
_
غابت لدقائق ثم عادت دقت الباب ودلفت لتجده مستندا برأسه على ظهر الكرسى الهزاز وضعت ما بيدها على المكتب بعدما أزاحت ما عليه جعد أنفه يشم جيدا حينما عجت الغرفه برائحه طعام شهيه فتح عيناه باستغراب فبصرها تفتح أغطية الأوانى اعتدل فى جلسته باستغراب فوجدها تهتف بحماس
حظك حلو أنا بقى عامله النهارده شوية ملوخيه ورز وفراخ هتاكل صوابعك وراهم وجبتلك عيش كمان لو عاوز .
قطب حاجبيه باستغراب متسائلا
فين القهوه
نظرت له ببراءه وقالت
بعد الأكل يا يوسف .
التمعت عيناه بنظره خاصه حين نطقت باسمه مجردا من لقب دكتور لأول مره وجد نفسه يبتسم وهو يتابعها بعينيه وهى تكمل فرد الطعام ووضعه أمامه فى طبق مخصص له لكنها توقفت فجأه حين أدركت ما قالته سهوا فنظرت له لتجده يتابعها بعينيه فهتفت بحرج
أنا آسفه يا دكتور أنا بس مخدتش بالى.
ابتسم بهدوء يقول
ياريت متخديش بالك على طول ..
نظرت له ببلاهه وهى تردد
ها !
ضحك بخفوت وهو يقول
ها ايه بس ! بصى بلاش دكتور دى غير لما نكون فى وقت العياده غير كده قوليلى يا يوسف عادى .
حمحمت بخجل وهى تضع الملعقه أمامه وقالت
دوق بقى وقولى رأيك .
نظر للأطباق أمامه