رواية نذير شؤم بقلم ناهد خالد (كامله
قال أخيرا
بصى يا نواره أنت دلوقت بقيت من منطقتنا ومش بس كده أنت كمان بقيت بعتبرك من عيلتنا والناس كلها شايفه علاقتك بينا عشان كده لما حد حب يتكلم فى أمرك جالى أنا فى شاب كويس وابن حلال وكمان مهندس قد الدنيا كلمنى وعاوز يتجوزك وهيتقدم طبعا بس حابب يشوف رأيك المبدأى موافقه يتقدم وتقعدى معاه يمكن تقبليه
ايوه هى تعرفه منين عشان تقبل
ماهيقعد معاها ويتكلموا فى الرؤيه الشرعيه ولو ارتاحت لكلامه وتفكيره يبقى على خيرة الله .
أشاح بيده بضيق وهو يردد
ياحاج شغل الخاطبه ده انتهى من أيام جدتى !
رفع منتصر حاجبه وهو يسأله بضيق
قصدك مين بالخاطبه يا سى يوسف
رد سريعا بنفى
نظر منتصر ل نواره وقال
مسمعتش رأيك يا بنتى
كانت شارده فى حديث منتصر وردة فعل يوسف التى تثير الشك بالإضافه لضيقه الواضح و رفضه المستتر ترى أم تراه حقيقى أى أنها تتوهم ..
انتفض عقلها مع سؤال منتصر لتفيق من أحلامها بماذا تفكر هى من الأساس لا يجب أن تسمح لأحد أن يدلف حياتها إن كان يوسف أو غيره .
معلش ياحاج قوله كل شئ قسمه ونصيب بعد إذنك .
خرجت وهى تتنهد بثقل فلأول مره هى من تنطق بهذه الجمله كل شئ قسمه ونصيب ...
نظر لوالده بعد خروجها وتمتم بضيق
مجبتليش سيره عن الموضوع يعنى يا حاج
نظر له بمكر وهو يسأله
وأنت مالك
زفر پغضب وهو يقول
ياحاج بالله عليك أنت فاهمنى وأنا فاهمك بلاش نلف وندور على بعض .
رفع منتصر كفه وهو يقول
اسمالله عليك أنت الى قولت اهو بلاش لف ودوران قولى بقى ايه الى عندك يا يوسف
وبدون أى مقدمات نظر لأبيه بقوه وقال
عاوز أتجوزها .
ابتسم منتصر بإبتهاج وقال
حملك عليا يا حاج أنا لسه متكلمتش معاها فى حاجه وعاوزه اشوف رأيها ومشاعرها ناحيتى الأول ..
ماشى بس انجز قبل ما حد يسبقك البت ماشاء الله حلوه وعليها العين .
ضيق حاجبيه بتساؤل
هو موضوع العريس ده بجد ولا ايه أنا فكرتك بتقول كده عشان تغيظنى .
رد منتصر بجديه
ابتسم بغيظ وقال
الله يباركلك يا حاج رايح تقولها ع العريس طب افرض وافقت
يابنى الراجل مأمنى أكلمها فى الموضوع وأنا مقدرش أخون الأمانه .
وقفت من خلف مكتبها باستغراب وهى تقول
يوسف ايه الى جابك بدرى
نظرت لساعة الحائط لتجدها الثانيه ظهرا باقى ساعه كامله على موعد افتتاح العياده لكنها تأتى مبكرا لكى تقوم ببعض الأعمال قبل بدئ قدوم المرضى .
وقف يوسف محله وهو يقول لها بمرح
أرجع
نفت برأسها تقول
لا مش قصدى بس جاى بدرى عن ميعادك .
اتجه إليها واقفا أمامها ثم قال بابتسامه
بعد العياده أنت ما بتصدقى تطلعى ومبعرفش اتكلم معاك قولت اجى قبل العياده عشان أعرف أكلمك فى الموضوع الى عاوزك فيه .
ابتسمت باستفسار
موضوع ايه خير
تعالى نقعد فى البلكونه أحسن عشان الهوا .
أومأت بموافقه وتبعته للشرفه حتى جلسا أمام بعضهما ونظرت هى له منتظره حديثه ..
لم يكن متوترا فى موقف مر بحياته بأكملها كتوتره الآن يشعر أن لسانه قد عقد ودقات قلبه تزايدت ويشعر بحراره تغزو جسده لا يعلم مصدرها !
يوسف انت معايا !
قالتها نواره حين طال صمت يوسف لأكثر من دقيقتان كاملتان .
توتر فى جلسته وهو لا يعرف ما به يريد التحدث لكن لا يستطع البدأ .
شعرت بتردده وتوتره الظاهر فهتفت باستغراب
يوسف فى ايه
تتجوزينى
هكذا ودون كلمه زائده ودون أى مقدمه وحين رأى وجهها بلا أى تعبير كأنه لم يقول شئ شعر أنه قدم أغبى عرض زواج عرفه التاريخ ..
أجلى حنجرته وهو يردد بخفوت
نواره ! أنت سمعتينى
هز رأسها بعدم استيعاب وقالت
أنت قولت ايه
أعاد كلمته بتوتر من ردة فعلها
بقولك تتجوزينى
سكنت ملامحها للهدوء رغم مشاعرها الثائره وهى تسأله بهدوء
ليه
زفر أنفاسه ببطئ مثقل وبدأ الحديث
من أول مره شوفتك فيها وأنت لفت نظرى أنا بالعاده عمرى ما الټفت لبنت أو حسيت بالفضول والإنجذاب ناحيتها أول مره قابلتك فيها من قبل حتى ما اتكلم معاك لقيت نفسى سرحت فيك وكأنى لأول مره بشوف بنت ولما شوفتك قدام بيتك كنت مقرر امشى ومشغلش بالى بيك بس بدل ده لاقيت رجلى وخدانى ناحيتك عرضى عليك الشغل هنا أنى أساعدك طبعا بس كمان كنت عاوزك دايما قدامى نواره أنا مش عارف أقولك ايه ومش قادر أوصلك إحساسى بيك بس أنا بغير عليك واټجننت لما عرفت أن فى حد عاوز يتجوزك وعاوزك دايما معايا وبحب الكلام معاك وضحكتك حتى سكوتك وأنك تفضلى قاعده قدامى وبس ...
أخذ نفس عميق ثم زفره على مهل وقال
أنا عاوزه اتجوزك عشان بحبك يا نواره .
ابتسمت بحزن يكاد ېقتلها فها هى أمنيتها تتحقق ها هو يوسف من أمتلك قلبها